يواجه الأطفال بعد ولادتهم بعض المشكلات الصحية الناتجة عن وجود خلل في أثناء نموهم في رحم الأم، أو تعرضهم لبعض العوامل التي أدت لولادتهم قبل الموعد المحدد.
ومن بين أشهر تلك المشكلات مشكلة الخصية النطاطة، وهي حالة تظهر فيها الخصية طبيعية في كيس الصفن بعد ولادة الطفل، ولكن تلاحظ الأم اختفائها لعدة مرات بعد ذلك، الأمر الذي يثير قلقها.
ترى هل تستدعي الخصية النطاطة كل هذا القلق؟ وما الفرق بينها وبين الخصية المعلقة؟ وهل إجراء عملية تثبيت الخصية النطاطة للاطفال ضرورية في جميع الحالات؟ كل هذا وأكثر نناقشه خلال هذا المقال.

التطور الطبيعي للخصية في أثناء نمو الجنين

تتطور الخصية وتنمو طبيعيًا في التجويف البطني للجنين، وتتحرك تدريجيًا لتنزل إلى كيس الصفن ببلوغ الأسبوع الـ32 من الحمل، وتحاط بمجموعة من العضلات التي تحافظ على درجة الحرارة المناسبة لها لتعمل بكفاءة عالية.

ما هي الخصية النطاطة؟ وهل عملية تثبيت الخصية النطاطة للاطفال ضرورية؟

الخصية النطاطة هي خصية طبيعية نزلت إلى كيس الصفن بالكامل بعد ولادة الطفل مباشرة، وعند تعرض الطفل إلى اللمس المفاجئ، أو عند شعوره بالخوف أو البرودة، تنقبض العضلات المحيطة بالخصية بشدة، فترتفع الخصية من كيس الصفن إلى الأعلى في منطقة العانة، وتستغرق مدة طويلة حتى تعود إلى كيس الصفن مرة أخرى.

قد تلاحظ الأمهات الجدد هذه المشكلة عند أطفالهم في أثناء تغيير الحفاضات، إذ يظهر كيس الصفن فارغًا لاختفاء الخصيتين، ولكن بمجرد تعريض الطفل لحمام دافئ أو تدليك المنطقة برفق تعودان مرة أخرى إلى كيس الصفن.

لذا فإن مشكلة الخصية النطاطة لا تستدعي القلق في أغلب الحالات، وعادة ينصح الأطباء بعدم إجراء أي تدخل طبي، ويوصون الأبوين بالمتابعة الدورية لحالة الخصية كل 6 أشهر إلى 12 شهرًا لمعرفة مدى تطور حجم الخصية ومدى استقرارها داخل كيس الصفن.

استنادًا لما ذكرناه سابقًا نكون قد أجبنا عن سؤال “هل عملية تثبيت الخصية النطاطة للاطفال ضرورية؟” بالنفي، وذلك لأن معظم الأطفال تستقر لديهم الخصية في كيس الصفن بعد مرور بضعة أشهر.

متى تصبح عملية تثبيت الخصية النطاطة للاطفال ضرورية؟

 قد تصبح عملية تثبيت الخصية النطاطة للاطفال ضرورية في بعض الحالات التي تستقر فيها الخصية في منطقة العانة ولا تنزل مرة أخرى إلى كيس الصفن، ويطلق عليها في هذه الحالة الخصية المعلقة المكتسبة، وتستدعي تدخلًا جراحيًا عاجلًا لإنزالها إلى كيس الصفن.

ما الفرق بين الخصية النطاطة والمعلقة؟

ذكرنا سابقًا أن الخصية النطاطة هي حالة تكون فيها الخصية غير مستقرة تمامًا في كيس الصفن، ومع نمو الطفل تثبت في معظم الحالات، ولا تستدعي أي تدخل جراحي بشرط  أن يحرص الوالدان على المتابعة الدورية لحالة الطفل.

أما الخصية المعلقة فهي حالة تؤدي إلى اختفاء الخصيتين من كيس الصفن منذ اللحظات الأولى من حياة الطفل، فتبقى عالقة فى عدة مناطق تختلف من طفل لآخر، إما أن تكون بالقرب من عنق كيس الصفن، أو في القناة الإربية، أو في تجويف البطن.

وغالبًا تستدعى حالة الطفل المصاب بالخصية المعلقة -بعد فحصه جيدًا من قبل جراح أطفال متخصص- التدخل الجراحي في المرحلة العمرية من سن 6 شهور إلى سنة لتعديل وضع الخصية وإنزالها إلى كيس الصفن.  

 

كيف يتعامل الأطباء مع حالات الخصية المعلقة؟ 

يختلف التدخل الطبي المناسب لحالات الخصية المعلقة من قبل جراحي الأطفال حسب النتائج التي يتوصلون إليها من خلال خطتهم التشخيصية والتي تضم عدة خطوات أهمها:

  • الفحص البدني للطفل.
  • تحديد مكان الخصية المعلقة (بالقرب من كيس الصفن أو في المنطقة الإربية أو تجويف البطن).
  • فحص حجم الخصية.

وتبعًا للنتائج التي يحصل عليها الطبيب من هذه الأساليب التشخيصية تنقسم وسائل علاج الخصية المعلقة للأطفال جراحيًا إلى ما يلي:

  • في حالة الخصية المعلقة الموجودة بالقرب من كيس الصفن أو المنطقة الإربية، يُجري الطبيب العملية باستخدام المنظار ومن ثمّ عمل شقين جراحيين صغيرين، أحدهما في منطقة العانة والآخر في كيس الصفن لتثبيت الخصية بعد إنزالها.
  • أما في حالة الخصية المعلقة غير المحسوسة التي تقع في تجويف البطن، فتستدعي حالة الأطفال إلى خضوعهم لمنظار تشخيصي لتحديد مكان الخصية، ثم إجراء عملية الخصية المعلقة بالمنظار وتثبيتها في كيس الصفن.

مضاعفات اكتشاف الخصية المعلقة أو النطاطة في سن متأخر

عند اكتشاف الخصية المعلقة أو الخصية النطاطة المتحولة إلى خصية معلقة في مراحل متأخرة من حياة الطفل يتسبب ذلك في مضاعفات خطيرة قد تؤثر في مستقبله الخصوبي منها:

  • ضمور الخصية بسبب تعرضها لدرجات حرارة مرتفعة لفترات طويلة الأمر الذي يتسبب في قصور في أدائها الوظيفي.
  • ضعف في خصوبة الطفل في المستقبل وانخفاض عدد وكفاءة الحيوانات المنوية التي تنتجها الخصية.
  • زيادة فرص التعرض لسرطان الخصية في المستقبل.
  • يصبح الطفل أكثر عرضة للإصابة بالتواء الخصيتين وانقطاع الإمداد الدموي عنهما، الأمر الذي يزيد خطر فقدان الخصيتين نهائيًا.

في النهاية نود أن نطمئن الآباء أن التطور الطبي في الآونة الأخيرة أوجد حلًا لمعظم المشكلات التي تصيب الخصية لدى الأطفال، بشرط اكتشاف هذه المشكلات في سن مبكر، وخضوع الطفل للتدخل الطبي في السن المناسب.

لمزيد من المعلومات عن المشكلات التي تواجه حديثي الولادة وتستدعي خضوعهم للفحص العاجل من قبل جراح الأطفال، أو لحجز موعد مع الدكتور خالد صلاح، يمكنكم التواصل معنا عبر الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني. 

“اقرا ايضا”
عملية الاحليل السفلي للاطفال
علاج صغر حجم الخصيتين عند الأطفال
كم تستغرق عملية الخصية المعلقة للاطفال!
نسبة نجاح عملية الخصية المعلقة