فتق الحجاب الحاجز من العيوب الخلقية التي تصيب الطفل نتيجة بقاء جزء من الحجاب الحاجز (العضلة التي تفصل بين تجويف الصدر عن البطن) مفتوحًا، ما يؤدي إلى اندفاع بعض الأعضاء، بما في ذلك المعدة والطحال إلى التجويف الصدري.

ويشعر الآباء بالخوف عند تشخيص طفلهم بهذا العيب الخلقي مُتسائلين “هل يلتئم فتق الحجاب الحاجز من تلقاء نفسه؟”، وهذا ما نتعرف إليه خلال فقرات مقالنا اليوم.

 

نبذة عن فتق الحجاب الحاجز عند الأطفال

يُصاب الجنين بفتق الحجاب الحاجز لأسباب غير واضحة، ويعتقد الأطباء أنه ناجم عن بعض الاضطرابات الوراثية التي تُسبب خللًا في كيفية التئام عضلة الحجاب الحاجز.

وتُقسم درجات فتق الحجاب الحاجز عند الأطفال إلى 3 درجات تبعًا لحجم الفتق، هي:

الخفيفة: تكون فتحة الحجاب الحاجز صغيرة وخلالها يمر جزء بسيط من المعدة إلى التجويف الصدري.
المتوسطة: يصير الفتق أكبر حجمًا، ما يؤدي إلى اندفاع المعدة وبعض الأعضاء الأخرى إلى الصدر وضغطها على الرئتين والقلب.
الشديدة: تُعدّ أكثر درجات فتق الحجاب الحاجز خطورةً، فقد لا تتكون العضلة نهائيًا خلال نمو الجنين، الأمر الذي يسمح بمرور معظم أعضاء البطن، مثل الكبد والطحال والقولون عبر الفتق.

هل يلتئم فتق الحجاب الحاجز عند الأطفال من تلقاء نفسه؟

لا يلتئم فتق الحجاب الحاجز عند الأطفال من تلقاء نفسه، ولا يُمكن إغلاقه دونَ تدخل جراحي، ويزداد في الحجم مع نمو الطفل إذا تأخر علاجه.

لماذا ينبغي علاج فتق الحجاب الحاجز عند الأطفال مُبكرًا؟

ينبغي علاج فتق الحجاب الحاجز فور تأكيد تشخيصه، لحماية الطفل من أعراضه المؤلمة والتي تتضمن ما يلي:

  • صعوبة في التنفس نتيجة ضغط أعضاء البطن على الرئتين.
  • ارتفاع ضغط الشريان الرئوي.
  • تضرر المعدة والأمعاء والطحال والأعضاء الأخرى الصاعدة عبر فتحة الحجاب الحاجز.
  • القيء المزمن.
  • خلل في نمو القلب.

كذلك يؤدي التأخر في إصلاح جدار الحجاب الحاجز إلى حدوث بعض المضاعفات الخطيرة للطفل، منها:

  • عدم اكتمال نمو الرئتين.
  • انحناء في العمود الفقري.
  • تغير شكل القفص الصدري.
  • الإصابة بارتجاع المريء.
  • الإصابة بأمراض القلب.

إقرآ أيضاً: تجربتي مع فتق الحجاب الحاجز عند الأطفال: الأعراض ووسائل العلاج

كيفية علاج فتق الحجاب الحاجز عند الأطفال

يبدأ علاج فتق الحجاب الحاجز عند الأطفال بعد الولادة مُباشرةً، ويتضمن الآتي:

العلاج الدوائي

قبل الخضوع للجراحة، يجب إعطاء الطفل بعض الأدوية لخفض ضغط دم الشريان الرئوي؛ لكيلا يُصاب بمضاعفات صحية خطيرة تُهدد صحته.

وعادةً ما يخضع الطفل للعلاج الدوائي لمدة تتراوح ما بين 2-4 أيام حتى يستقر ضغط الشريان الرئوي لديه، ويصير جاهزًا للخضوع للعملية.

التدخل الجراحي

تُجرى عملية إصلاح فتق الحجاب الحاجز بطريقتين، ويُحدد الطبيب الأنسب منهما حسب حجم الفتق لدى الطفل وحالته الصحية، والطريقتان هما:

الجراحة التقليدية

يصنع الطبيب شقًا جراحيًا كبيرًا في البطن حتى يصل إلى موضع الفتق، ومن ثمَّ يدفع المعدة والأعضاء -الضاغطة على التجويف الصدري- إلى البطن ويصلح الفتق.

الجراحة بالمنظار

غالبًا ما يلجأ الأطباء إلى إجراء الجراحة بالمنظار، لإغلاق الفتق بأقل تدخل جراحي دونَ الحاجة إلى صنع شق كبير قد يُسبب للطفل آلامًا مُبرحة في أثناء التئامه، وتتضمن خطوات العملية ما يلي:

  • تخدير الطفل تخديرًا كليًا.
  • إدخال المنظار عبر الفم حتى يصل إلى موضع الفتق.
  • إعادة المعدة والأعضاء الأخرى إلى موضعها الطبيعي.
  • إغلاق الثقب الموجود في الحجاب الحاجز باستخدام الغرز الطبية إذا كان الفتق صغيرًا، أو باستخدام شبكة جراحية مزدوجة في حالة الفتق كبير الحجم.

ولضمان التئام فتق الحجاب الحاجز ونجاح العملية، ينبغي للوالدين الالتزام جيدًا بتعليمات الطبيب بما يتضمن تنظيف الجُرح وتغيير الضمادات وتناول الأدوية بانتظام حتى تنتهي فترة التعافي التي تصل إلى نحو 3 أشهر تقريبًا حسب حجم الفتق المُعالَج.

وإلى هنا نختم مقالنا الذي يتضمن إجابة السؤال “هل يلتئم فتق الحجاب الحاجز عند الأطفال من تلقاء نفسه؟” ولقد وضحنا الطريقة المُثلى لعلاج الفتق.

سارع الآن إلى زيارة جراح الأطفال في أقرب وقت ممكن لعلاج الفتق لدى طفلك قبل أن يتفاقم ويؤثر سلبًا في صحته.