يتعرض الأطفال لبعض التشوهات الخلقية الناتجة عن الولادة المبكرة أو حدوث بعض القصور في  أثناء مراحل نموهم في رحم الأم، من بين هذه العيوب وأشهرها بين الذكور الإحليل السفلي. وهو عيب خلقي يتغير فيه المكان الطبيعي لفتحة مجرى البول، والذي يُكتشف بمجرد ولادة الطفل وفحصه من قبل طبيب الأطفال، ويستدعي الخضوع إلى عملية الإحليل السفلي للاطفال لإصلاح هذا العيب وتجنب حدوث أي مضاعفات تؤثر على حياة الطفل فيما بعد.

في هذا المقال نتحدث تفصيلًا عن الاحليل السفلي عند الاطفال ومدى فاعلية التدخل الجراحي في علاج هذه المشكلة دون أي مضاعفات.

الاحليل السفلي عند الاطفال .. أحد أشهر أنواع التشوهات الخلقية في الذكور

الإحليل هو عبارة عن قناة مجرى البول التي تصل بين المثانة وطرف القضيب، وينتهي بفتحة في مقدمة القضيب يمر من خلالها البول إلى خارج الجسم. 

يتعرض طفل واحد من بين كل 250 طفل للإصابة بالإحليل السفلي، وهو وقوع فتحة مجرى البول بالقرب من رأس القضيب، أو في منتصف القضيب من جهة الأسفل، أو بالقرب من كيس الصفن.

عادة يعاني الأطفال المصابون بالإحليل السفلي من انحناء في القضيب تختلف درجته حسب شدة ودرجة الإحليل والمرحلة التي اكتُشف فيها هذا العيب وسن الطفل. 

هل عملية الاحليل السفلي للاطفال هي الحل النهائي لهذه المشكلة وما الهدف منها؟

تعد عملية الاحليل السفلي للاطفال هي الحل الوحيد والنهائي لعلاج هذه المشكلة، وذلك لأنه ظاهرة لا يمكن التعايش معها ولا يمكن أن تزول من تلقاء نفسها مع نمو الطفل وتقدمه في العمر، بل يتسبب التأخير في إجراء العملية إلى مضاعفات خطيرة قد تضر بمستقبل الطفل الجنسي فيما بعد.

وتشمل عملية اصلاح مجري البول عدة أهداف هامة من بينها:

  • إصلاح اعوجاج القضيب والوصول إلى شكل مستقيم قريب إلى حد كبير من الشكل الطبيعي للقضيب.
  • إتمام عملية الطهارة للأطفال بعد استخدام جزء من جلد الطهارة في إصلاح فتحة مجرى البول.
  • إصلاح فتحة مجرى البول وضمان وجودها في مكانها الطبيعي -في رأس القضيب- وبحجمها الطبيعي دون وجود أي ضيق.
  • ظهور الحشفة الموجودة في رأس القضيب بشكل أقرب ما يكون إلى الطبيعي. 

اقرأ أيضا: فتحة البول

ما هو السن المناسب للخضوع لعملية الإحليل السفلي للأطفال؟

يرجّح الأطباء خضوع الأطفال المصابين بالإحليل السفلي لعملية الإصلاح ببلوغ سن 6 أشهر ووصولًا إلى سن سنة ونصف إلى سنتين، لأنه كلما تقدم الطفل في العمر يزداد وعيه بأعضائه التناسلية، ويتسبب ذلك في صعوبة تحملهم لآلام ما بعد العملية وفترة التعافي.

متى تُجرى عملية الاحليل السفلي للاطفال على عدة مراحل؟

توجد عدة درجات للإحليل السفلي تختلف باختلاف مكان فتحة مجرى البول ومدى انحناء القضيب، وتشمل:

  • الدرجة الأولى: وتقع فيها فتحة مجرى البول بالقرب من رأس القضيب.
  • الدرجة الثانية: عند وجود فتحة مجرى البول في النصف الأول من القضيب.
  • الدرجة الثالثة: حيث توجد فتحة مجرى البول في منتصف القضيب.
  • الدرجة الرابعة: وتطلق على فتحة مجرى البول الواقعة بالقرب من كيس الصفن أو التي تقسمه إلى نصفين.

كلما ابتعدت فتحة مجرى البول عن رأس القضيب خاصةً في الدرجة الرابعة، زادت حاجة خضوع الطفل إلى عملية الإصلاح على عدة مراحل للوصول إلى الشكل الطبيعي بقدر الإمكان.

ما هي المضاعفات المحتملة لعملية الإحليل السفلي للأطفال؟

الخضوع لعملية الإحليل السفلي يجب أن يكون على يد جارح أطفال متخصص في مثل هذه الجراحات ويمتلك سنوات من الخبرة والمهارة، ويحرص على الالتزام بالقواعد السليمة للجراحة. وذلك حتى يجعل فرصة التعرض لمضاعفات العملية ضئيلة جدًا وقد تكون منعدمة، فمعظم المضاعفات التي يتعرض لها الأطفال جراء خضوعهم لهذه العملية تكون نتاج قلة الخبرة والكفاءة من الطبيب المسؤول عن العملية، فتنتج مضاعفات مثل:

  • صعوبة في إصلاح مجرى البول مرة أخرى بعد فشل العملية الأولى لحساسية العضو الذكري.
  • تأخر خضوع الطفل لعملية الختان لزيادة الحاجة إلى تلك الأنسجة في إصلاح عيوب مجرى البول.   
  • صعوبة وألم عند التبول.
  • ألم في الخصيتين.
  • التهابات المسالك البولية.
  • كدمات وتجمعات دموية في القضيب.

كم تستغرق مدة التعافي من عملية الاحليل السفلي عند الاطفال؟

تختلف مدة التعافي بين الأطفال باختلاف المرحلة التي اكتشف فيها المرض وسن الطفل ودرجة الإحليل، ولكن عادة يحتاج الأطفال فترة تتراوح من أسبوعين إلى 6 أسابيع للتعافي تمامًا بعد عملية الإحليل السفلي.

ما علامات الخطر التي تستدعي استشارة الطبيب بعد العملية؟

توجد بعض العلامات التي يعاني منها الطفل بعض العملية وتشير إلى احتمالية الإصابة ببعض المضاعفات وضرورة استشارة الطبيب لتقديم الرعاية الطبية المناسبة للطفل.

من بين هذه العلامات:

  • ارتفاع درجة حرارة جسم الطفل.
  • نزيف في مكان العملية.
  • ظهور إفرازات كريهة الرائحة حول مكان الجرح.
  • زيادة التورم في القضيب وعدم زوال الألم.
  • صعوبة في التبول بعد العملية وبقاء حفاضات الطفل جافة لفترة طويلة.

ما المضاعفات الناتجة عن ترك الاحليل السفلي عند الاطفال دون علاج؟

قد يُصاب بعض الآباء بالقلق والتوتر من خضوع رضيعهم للتخدير والتدخل الجراحي في هذا السن ويخشون تعرضه لمضاعفات خطيرة جراء هذه العملية، ولكن ما يغفله الآباء أن مضاعفات هذا المرض قد تفوق بكثير المضاعفات النادرة المتعلقة بالتدخل الجراحي، حيث ينتج عن ترك الإحليل السفلي عند الأطفال دون علاج معاناتهم من الضعف الجنسي في المستقبل وخاصة ضعف الانتصاب نتيجة انحناء القضيب.

أخيرًا لا نغفل أهمية المراقبة المستمرة للطفل الرضيع وضرورة الامتثال لآراء الأطباء في التدخل المبكر لعلاج بعض المشكلات التي يعاني منها الرضع والأطفال لضمان مستقبل أمن ومشرق لهم. 

لمزيد من الاستفسارات أو حجز موعد مع الطبيب يمكنكم التواصل معنا عبر الأرقام الموضحة.

 

“اقرا ايضا”
دكتور جراحة اطفال

تشوهات المهبل عند الاطفال

تضخم القولون عند الأطفال