
ما التحديات التي تواجه الأطفال ذوي الشفة الأرنبية؟
قد يُولد بعض الأطفال ولديهم شق في الشفة العلوية بسبب فشل التئام أنسجتها في أثناء النمو بالرحم، وهو ما يُعرف بـالشفة الأرنبية.
وحقيقةً الشفة الأرنبية ليست مجرد عيب خلقي يغير شكل الفم، بل يؤثر في وظائفه ويُشكل تحديات كبيرة تتطلب رعاية متكاملة لعلاجها، وفي هذا المقال نتناول الحديث عن تلك التحديات بالتفصيل.
تحديات الشفة الأرنبية قبل وبعد الجراحة
يُعدّ شق الشفة ثاني أشهر العيوب الخلقية بين حديثي الولادة، وقد يقتصر على الشفاه فقط أو يمتد إلى سقف الحلق في بعض الأحيان، مما يسبب أضرارًا للطفل تتضمن ما يلي:
صعوبة الرضاعة
بسبب شق الشفة، يجد الطفل صعوبة في المص خلال الرضاعة الطبيعية أو الصناعية، وقد يتسرب الحليب من الفم أو الأنف، مما يؤدي إلى عدم حصوله على التغذية الكافية، لذا يحتاج هؤلاء الأطفال إلى زجاجات رضاعة خاصة أو التغذية بالملعقة أو السرنجة لحين الإصلاح الجراحي.
الجراحة هي العلاج الأساسي للشفة الأرنبية، وتُجرى عادةً في سن 3-6 أشهر لإغلاق الشق وتحسين مظهر الفم ووظيفته، وفي بعض الأحيان يحتاج الأطفال إلى جراحات أخرى لتصحيح شكل الأنف أو لتحسين القدرة على الكلام.
التهابات الأذن وفقدان السمع
الأطفال المصابين بالشفة الأرنبية أكثر عرضةً للإصابة بالتهابات الأذن الوسطى بسبب تجمع السوائل خلف طبلة الأذن.
وقد يؤدي تكرار التهابات الأذن إلى ضعف السمع أو فقدانه إذا لم تُعالَج في الوقت المناسب، وعادةً ما يحتاج بعض الأطفال أنابيب تهوية للأذن للمساعدة على تصريف السوائل.
صعوبات النطق والتخاطب
يواجه الأطفال صعوبة في نطق بعض الأحرف والكلمات، وتبدو أصواتهم وكأنها تخرج من الأنف، ويحدث ذلك بسبب عدم تطور عضلات الفم والحلق بصورة طبيعية.
لذا يحتاج عديد منهم إلى جلسات تخاطب بعد الجراحة؛ لمساعدتهم على تحسين طريقة نطقهم.
مشكلات الأسنان والفك
يمكن أن تؤدي الشفة الأرنبية إلى نمو غير طبيعي للأسنان، مثل فقدان بعض الأسنان أو ظهورها في أماكن غير صحيحة، وعندها تزداد الحاجة إلى تركيب تقويم الأسنان أو إجراء عمليات جراحية لتصحيح الفك والأسنان.
مشكلات نفسية واجتماعية
قد يتعرض الأطفال المولودين بالشفة الأرنبية للتنمر والتعليقات السلبية من الآخرين بسبب الاختلاف في مظهرهم مُقارنةً بأقرانهم.
ونتيجة التنمر تقل ثقتهم بأنفسهم وقد يشعر بعضهم بالخجل وينعزل اجتماعيًا، وهنا يلعب الدعم الأسري والنفسي دورًا مهما في مساعدتهم على تقبل حالتهم واستعادة ثقتهم مجددًا.
وبعد تلقي العلاج، يمكن للأطفال أن ينعموا بحياة طبيعية خالية من التحديات بنسبة كبيرة بفضل التطور الطبي الذي ساهم في التغلب على معظمها.
هل يمكن الوقاية من الشفة الأرنبية؟
بسبب عدم معرفة العلماء ما سبب ظهور الشفة الأرنبية بوضوح واعتقادهم بأنها ناتجة عن عوامل وراثية أو بيئية خارجة عن السيطرة، لا يمكن الوقاية منها بصورة تامة، لكن يمكن للحامل تقليل خطر إصابة جنينها بهذه الحالة عن طريق اتباع النصائح التالية:
التغذية السليمة
يجب على الحامل اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على الفيتامينات والمعادن الضرورية لنمو الجنين بصورة سليمة، مثل فيتامين (ب 12) والحديد والزنك.
وبما أن حمض الفوليك من أهم الفيتامينات التي تساعد على الحد من حدوث التشوهات الجنينية، بما في ذلك الشفة الأرنبية، يوصي الأطباء الحامل بتناول 400-800 ميكروجرام من حمض الفوليك يوميًا، سواء من خلال تناول الطعام أو المكملات الغذائية.
تجنب التعرض للعوامل الضارة
ينبغي للحامل عدم التعرض للمبيدات الحشرية والمواد الكيميائية الضارة، بما في ذلك الكيماويات المستخدمة في تنظيف المنزل.
إضافة إلى الامتناع عن التدخين أو التواجد بجوار المدخنين، إذ تشير الدراسات إلى أن التدخين يزيد خطر الإصابة بالشفة الأرنبية.
استشارة الطبيب قبل تناول الأدوية
قد تزيد بعض الأدوية، مثل أدوية علاج الصرع أو أدوية حب الشباب التي تحتوي على مادة الريتينويد خطر حدوث الشفة الأرنبية، لذلك يجب على المرأة الحامل استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء.
المتابعة المنتظمة في أثناء الحمل
إجراء الفحوصات الطبية الدورية في أثناء الحمل تساعد على مراقبة تطور الجنين واكتشاف أي مشكلات مبكرًا، والسؤال هنا “متى تظهر شفة الأرنب عند الجنين؟” لمعرفة الإجابة اضغط على هذا الرابط.
خلاصة القول…
يمكن للأطفال ذوي الشفة الأرنبية عيش حياة طبيعية مثل غيرهم، والتغلب على تحدياتها المذكورة أعلاه من خلال العلاج الطبي والدعم النفسي، بالإضافة إلى نشر الوعي بين السيدات بضرورة الالتزام بنمط حياة صحي في أثناء الحمل، للحد من حدوث تشوهات الأجنة بوجه عام.